--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الكسائي معلماً في قصر هارون الرشيد وكان يعلّم ابنيه الامين والمأمون..انتهى من درسه يوماً فاستبقا الى نعليه كلٌ يريد ان يكون له السبق في تقديمهما اليه واختلفا ثم اتفقا على ان يقدّم كلٌ واحدةً له.
علم الرشيد بذلك فطلب الكسائي فلما مَثُلَ بين يديه سأله :
من أعزّ الناس ؟قال الكسائي لااعلم يا امير المؤمنين !
قال االرشيد إنّ اعزّ الناس من يتسابق على حمل نعليه وليّــا عهد المسلمين فأخذ الكسائي يعتذر خشية ان يكون قد أخطأ.
فقال الرشيد :
لقد سرّني ما قاما به . ان المرء لايكبُرُ عن ثلاث صفات:
تواضُعِهِ لسُلطانه, ولوالديه ولمعلّمه..
يكفي ماقاله أمير الشعراء أحمد شوقي :
قُـم لِـلـمُـعَ ـلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا * * كـادَ الـمُـعَـل ِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَـلِـمت َ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي * * يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُـبـحـانَ ـكَ الـلَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ * * عَـلَّـمـت َ بِـالقَلَم ِ القُرونَ الأولى
أَخـرَجـتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ * * وَهَـدَيـت َـهُ الـنـورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَـبَـعـ تَـهُ بِـيَـدِ المُعَلِّم ِ تارَةً * * صَـدِئَ الـحَـديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَـلـتَ بِالتَوراة ِ موسى مُرشِداً * * وَاِبـنَ الـبَـتـول ِ فَـعَلَّمَ الإِنجيلا
وَفَـجَـرت َ يَـنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً * * فَـسَـقـى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا