السلام عليكم ورحمة الله
الموضوع او المشاركه عن الكبر والغرور
والعياذ بالله منهما0000اعتزاز المرء بنفسه‚ واغتراره بذاته‚ وزهوه بعلمه‚ صفة انسانية قديمة‚‚ فالانسان المقطوع عن الله‚ المحروم من رؤية الاشياء على حقيقتها‚ لا يعرف من الحقائق إلا ما تدركة طبيعته وماديته الجامدة!
ان العلم والمال والذكاء اشياء لا تعاب ولا تكره إلا اذا امتزجت بجحود‚ أو اقترنت باستكبار وغرور‚
لقد امتلك قارون القناطير المقنطرة وما عاب احد ذلك عليه‚ بل طلب منه ان يعرف مصدر النعمة‚ وان يبتغي بماله وعلمه الدار الآخرة مع استمتاعه بالحياة الدنيا‚ لكنه اختار طريق البغي والبطر‚ وقال كلمته الفاجرة كما حكى القرآن الكريم: «قال إنما اوتيته على علم عندي» (القصص: 78)‚ وهي كلمة المطموس المغرور الذي يحسب الاسباب الظاهرة هي سبب كل شيء! ولسنا هنا في مقام التنديد بقارون موسى‚‚ لكنا بمقام التنديد بكل من سولت له نفسه الاستعلاء والفخر والزهو‚‚ فكم من قارون يسرته حضارة المادة؟
كم من قارون يسكن في القلوب حتى ولو نطق اللسان بغير ذلك؟!
ان لسان حال كثير من العلماء والاذكياء‚ بل والمتعالمين‚ ينطق بما نطق به قارون الأول‚ لكن دون شعور ودون وعي 000
فالله تعالى يحب من عباده المتواضعين‚ لأنهم أقوام أرواحهم مشرقة‚ وافئدتهم عامرة‚ فهم ينكرون ذواتهم‚ لأنهم عقلاء لا يعرفون الا سيدهم وولي نعمتهم‚ الذي اوجد وخلق‚ واعطى ورزق‚ ان الذي يتطاول بعلمه‚ أو يشمخ بماله‚ دائما يبتليه الله بنكبات لا مخرج منها إلا بجهود خاصة تناسب عبقريته وفطنته‚‚ فقد وكله الله لنفسه‚ ومنع الماء عن بستان قلبه‚ فلا سند ولا ظهير‚ فهو برأسه فلق رأسه!! أما من ستر نفسه برداء التواضع‚ فقد دخل حصن الله الحصين‚ الذي من دخله كان من الآمنين‚