حامدصالح
| موضوع: لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَـنِّّإِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحـدِ والكَفَـن الأربعاء 03 نوفمبر 2010, 10:36 pm | |
| لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَـنِ إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحـدِ والكَفَـنِ إِنَّ الغَريِـبَ لَـهُ حَـقٌّ لِغُرْبَـتِـهِ على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ سَفَري بَعيـدٌ وَزادي لَـنْ يُبَلِّغَنـي وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي وَلي بَقايا ذُنـوبٍ لَسْـتُ أَعْلَمُهـا الله يَعْلَمُهـا فـي السِّـرِ والعَلَـنِ مَا أَحْلَمَ اللهَ عَنـي حَيْـثُ أَمْهَلَنـي وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبـي ويَسْتُرُنِـي تَمُرُّ ساعـاتُ أَيَّامـي بِـلا نَـدَمٍ ولا بُكـاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حَـزَنِ أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْـوابَ مُجْتَهِـداً َلى المعاصِي وَعَيْـنُ اللهِ تَنْظُرُنـي يَا زَلَّةً كُتِبَتْ فـي غَفْلَـةٍ ذَهَبَـتْ يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُنـي دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسـي وَأَنْدِبُهـا وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَـزَنِ كَأَنَّني بَينَ تلـك الأَهـلِ مُنطَرِحَـاً عَلـى الفِـراشِ وَأَيْديهِـمْ تُقَلِّبُنـي وَقد أَتَوْا بِطَبيـبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليـومَ يَنْفَعُنـي واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفـقٍ ولا هَـوَنِ واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفـوا بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـنِ وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ نَحْـوَ المُغَسِّـلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنـي وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِـي غاسِـلاً حَذِقـاً حُراً أَرِيبـاً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِـنِ فَجاءَنـي رَجُـلٌ مِنْهُـمْ فَجَرَّدَنـي مِنَ الثِّيـابِ وَأَعْرَانـي وأَفْرَدَنـي وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُنـي وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَنـي غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَـوْمَ بِالكَفَـنِ وَأَلْبَسُونـي ثِيابـاً لا كِمـامَ لهـا وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَني وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَـوا أَسَفـاً عَلـى رَحِيـلٍ بِـلا زادٍ يُبَلِّغُنـي وَحَمَّلوني علـى الأْكتـافِ أَربَعَـةٌ مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَـنْ يُشَيِّعُنـي وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفـوا خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّـى ثـمّ وَدَّعَنـي صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكـوعَ لهـا ولا سُجـودَ لَعَـلَّ اللهَ يَرْحَمُـنـي وَأَنْزَلوني إلى قَبري علـى مَهَـلٍ وَقَدَّمُـوا واحِـداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَنـي فَقـامَ مُحتَرِمـاً بِالعَـزمِ مُشْتَمِـلاً وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِـي وفارَقَنـي وقَالَ هُلُّوا عليه التُّـرْبَ واغْتَنِمـوا حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ في ظُلْمَةِ القبـرِ لا أُمٌّ هنـاك ولا أَبٌ شَفـيـقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّـسُـنـي فَرِيـدٌ وَحِيـدُ القبـرِ، يـا أَسَفـاً عَلى الفِراقِ بِـلا عَمَـلٍ يُزَوِّدُنـي وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقـولُ لهـم قَدْ هَالَني أَمْرُهُـمْ جِـداً فَأَفْزَعَنـي وَأَقْعَدونـي وَجَـدُّوا فـي سُؤالِهِـمُ مَالِي سِوَاكَ إِلهي مَـنْ يُخَلِّصُنِـي فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنـك يـا أَمَلـي فَإِنَّنـي مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَهَـنِ تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُـوا وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلـي وَحَكَّمَتْـهُ فِـي الأَمْـوَالِ والسَّكَـنِ وَصَيَّرَتْ وَلَـدي عَبْـداً لِيَخْدُمَهـا وَصَارَ مَالي لهم حِـلاً بِـلا ثَمَـنِ فَـلا تَغُرَّنَّـكَ الدُّنْيـا وَزِينَتُـهـا وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَـنِ خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِهـا لَوْ لم يَكُنْ لَـكَ إِلا رَاحَـةُ البَـدَنِ يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَـراً يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي فعْـلاً جميـلاً لَعَـلَّ اللهَ يَرحَمُنـي يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَـنِ ثمَّ الصلاةُ علـى الْمُختـارِ سَيِّدِنـا ما وضأ البرق في شَّامٍ وفي يَمَـنِ والحمـدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِـنَـا بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْسـانِ وَالمِنَـنِ
زين العابدين علي بن الحسين | |
|