ألملم جرحي من زوايا النِّسيان .. أقبع في كهوف الأرض .. أتوارى عن كل إنسان .. ألوذ بصمتي عن عيون الزمن .. أصارع وحدتي .. لم يبقى من الجسم الهزيل إلا هيكلاً نفخت في ثناياه رياح الألم .. أنوء بحمل آلامي لو قسَّمتها على كل البشر لبقيت كما هي تثقل قلبي المسكين ..
لم يبقى بعد الرَّحيل الا الجراح .. ماعادت الأفراح تنسيني .. ماعادت قناديل الضياء تشقّ في داخلي نوراً أذيب به جليد الأحزان .. سنين مضت وأنا سابح في فضاءات العتمة .. ترى فهل أجد الضياء ؟ سؤال حيرني كثيراً .. لاأجد له إجابة تبعث في نفسي راحةً من همِّ السِّنين العجاف .
------------
وسيم الدهماني